في الحديث الشريف كتاب ذكر الموت
 بابُ تَلقينِ الميتِ، وما يُقالُ عندَ حُضورِ الميتِ

بابُ تَلقينِ الميتِ، وما يُقالُ عندَ حُضورِ الميتِ

كتاب ذكر الموت

ذكر_الموت ـ رَوَى مسلمٌ والترمذيُّ وغيرُهُما عن أبِي سعيدٍ الخدريِّ رضِيَ اللهُ عنه قالَ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لَقِّنُوا مَوتاكُم لا إلهَ إلَّا اللهُ".

ـ ورَوَى مسلمٌ والبيهقيُّ وأحمدُ وغيرُهُم عن أمِّ سَلَمةَ رضِيَ اللهُ عنها قالَت دخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أبي سلَمَةَ وقد شَقَّ بَصرَهُ فأغمَضَهُ ثم قالَ: "إنَّ الروحَ إذا قُبِضَ تَبِعَهُ البصَرُ" فصاحَ ناسٌ من أهلِهِ، فقالَ: "لا تَدعوا على أنفُسَكُم إلا بخَيرٍ فإنَّ الملائِكةَ يؤَمِّنونَ على ما تَقولونَ، ثم قالَ، اللهُمَّ اغفِرْ لأبِي سلَمةَ وارفَعْ درجَتَهُ في المهدِيينَ، وأخلِفهُ في عَقِبِهِ في الغابِرينَ، واغفرْ لنا وله يا رَبَّ العالَمينَ، اللهُمَّ افسَحْ له في قَبرِهِ ونَوِّرْ له فيه".

(ويُستحَبُّ تَلقينُ الميِّتِ عقِبَ دَفنِهِ، فيَجلِسُ عند رأسِهِ إنسانٌ ويقولُ: يا فُلانُ ابنُ فلان، ويا عبدَ اللهِ ابنَ أمَةِ اللهِ اذكُرِ العَهدَ الذي خرَجتَ عليه منَ الدنْيا، شهادَةَ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ له، وأنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وأنَّ الجنةَ حَقٌ، وأنَّ النارَ حَقٌ، وأنَّ الَبعثَ حقٌّ، وأنَّ الساعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فيها، وأنَّ اللهَ يبعَثُ مَن في القُبورِ، وأنَّكَ رَضيتَ باللهِ رَبًا، وبالإسلامِ دِينًا، وبمحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَبيًا، وبالقرءانِ إمامًا، وبالكعبةِ قِبلَةً، وبالمؤمِنينَ إخوانًا)(1).
ومنَ الأدِلَّةِ على جَوازِ التلقينِ ما رَواهُ الطبرانيُّ عن أبي أُمامةَ الباهِليِّ رضيَ اللهُ عنه قالَ: "إذا أنا مِتُّ فاصْنَعوا بي كما أُمِرنا أن نَصنَعَ بمَوتانا فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذا ماتَ أحدٌ من إخوانِكُم فسوَّيتُم عليه الترابَ على قَبرِه ِفليَقُم أحدُكُم على رأسِ قبرِهِ ثم لِيقُلْ يا فلانُ ابنُ فلانَة، فإنَّهُ يسمَعُهُ ولا يُجيبُ ثم يقولُ: يا فلانُ ابنُ فلانَة، فإنَّهُ يستَوِي قاعِدًا ثم يقولُ: يا فلانُ ابنُ فُلانَة، فإنَّهُ يقولُ: أرشِدْنا رحِمَكَ اللهُ ولكن لا تَشعُرونَ فليَقَلْ: اذكُرْ ما خَرجْتَ عليه من الدنْيا شهادَةَ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وأنَّكَ رَضيتَ باللهِ رَبًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمدٍ نبيًا وبالقرءانِ إمامًا فإنَّ مُنكرًا ونَكيرًا يأخذُ كلُّ واحدٍ منهُما بيدِ صاحبِهِ فيقولُ: انطلِقْ بِنا ما يُقعِدُنا عندَ مَن لُقِّنَ حُجَّتَهُ، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللهِ فإنْ لم يعرِفْ أمَّهُ، قالَ عليه الصلاةُ والسلامُ: "يَنسبُهُ إلى أمِّهِ حَوَّاءَ يا فلانُ ابنُ حَوَّاءَ".
--------------------

(1)ذكره النووي في المجموع شرح المهذب ـ كتاب الجنائز ـ باب حمل الجنازة والدفن ( الجزء الخامس / صحيفة 266 ـ 267 ) الطبعة الأولى 1996 دار الفكر.